كل أم يهبها الله ابناً يجب أن تدرك مدى غلاوة هذا المخلوق وكيف أنه أشبه بالعجينة سهلة التشكيل وسهلة التأثر بما يدور حولها، وهذا التصور يجب أن يضع مسؤولية على الأمهات فيما يتعلق بتنشئة الطفل وتوجيهه.
وعلى الأم أن تضع نصب عينيها هدفاً يتمثل في تنشئة شاب على نهج سليم بعيداً عن الإضطرابات والمشكلات النفسية، وأن تحذر من أن يخرج إلى الحياة إنساناً متخماً بالعقد النفسية التي تؤدي به إما إلى المرض النفسي أو العذاب الدائم.
وإعلمي أن المعاملة القاسية للطفل والعقاب الجسدي والإهانة والتأنيب والتوبيخ كل ذلك يؤدي إلى توقف نمو ثقته بنفسه ويملأه الخوف والتردد والخجل في أي شيء يفكر في القيام به ويصبح عرضة للمعاناة النفسية.
وكذلك إحذري من الخلافات العائلية التي تجبر الطفل على أن يأخذ جانباً إما في صف الأم أو الأب مما يزجّ به في أتون من الصراع النفسي.
وإحذري من التدليل والإهتمام بالطفل الجديد، فمجيء وليد جديد يعتبر صدمة قوية قد ينهار بسببها كثير من الأطفال، والطفل قد يصل إلى حد الحزن حين يرى طفلاً آخر قد حظي بما كان يحظى به ويمتلك أشياء لا يمتلكها أحد سواه وكل هذا بسبب تدليل الأم للطفل الجديد أمامه وعدم الإهتمام به كما كان من قبل.
والصراع بين الأب والأم للسيطرة على الطفل والفوز برضاه يجعل الطفل في قلب توجيهات وأوامر متناقضة ويبقى الطفل في حيرة شديدة عاجزاً عن الإختيار مما يعرضه لمعاناة نفسية كبيرة ويؤهله للأمراض النفسية.
ومن الأمور الأخرى التي قد تصيب الطفل بالإضطراب النفسي إحساس الطـفل بالكـراهية بين الأب والأم سـواء كانت معـلنة أو خفية وعدم وجود حوار بين الأب والأم وأفراد الأسرة والبخل الشديد على الطفل وحرمانه من الأشياء التي يحبها رغم أن الأسرة قد تملك من الإمكانيات ما يسمح لها بحياة مترفة.
وفي الوقت نفسه فإن الإغداق الزائد وتلبية كل طلبات الطفل والمصروف الكبير الذي يعطى له بما لايتلاءم مع عمره وما يصاحب ذلك من تدليل زائد يفقد الأب والأم بعد ذلك السيطرة والقدرة على توجيه الطفل وتربيته
وقد تتسبب الأم في إصابة إبنها بأمراض نفسية وذلك إذا تعرضت الأم لبعض أنواع الحمى أثناء الحمل أو تناولها عقاقير تضرّ بالجنين أثناء الأشهر الثلاثة الأولى فذلك يؤثر على قدرات الجنين العقلية.
وقد ترتكب الأم جريمة في حق إبنها بدون أن تشعر إلى قامت بتخويف الطفل من أشياء وهمية كالعفاريت والحيوانات المخيفة من خلال الحكايات التي تحكيها له ثم تترك أثراً سيئاً على نفسه.
ومن الخطورة كذلك إنشغال الأم الزائد بإهتماماتها الشخصية وتتعمد كثرة الخروج من البيت وترك الطفل خاصة إذا صاحب ذلك أن تكون ذات شخصية مسيطرة تماماً بشكل يلغي شخصية الأب داخل المنزل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.